responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 95
إلا هذه الأرض.. وتلك المراعي.. وتلك السماء التي لم تتلطخ بعد بمزابل المصانع.

فسرت.. وبقلبي من السرور بالموت ما لم أجده في لحطة من لحظات حياتي..

لا أنكر أن بعض التردد أصابني في تلك اللحظة الصعبة التي وقفت فيها بين الحياة والموت.. لكني قهرت ذلك التردد.. وصممت.. ولم يبق بيني وبين الموت إلا نصف خطوة.. لكن يدا لم أكن أنتبه لها أمسكتني بقوة.. التفت فرأيت ما كنت أبحث عنه..

قلنا: ما رأيت؟

قال: لقد رأيت الإنسان.. لقد كان ذلك الراعي يمثل الإنسان خير تمثيل.. فلذلك شعرت بانشراح عظيم في صدري.. وشعرت من حيث لا أدري بأن في الحياة من الجمال والسلام والنور والصفاء ما تستحق من أجله أن نعيشها.. بل أن نضحي من أجل أن نعيشها.

قلنا: فكيف ظهر لك أن تجلس بين يديه مجلس التلمذة، وأنت الأستاذ الذي تلقى من كبار أساتذة البشرية؟

قال: لقد رأيت من سمته وتواضعه وأدبه وسلامه وعلمه ما جعلني ـ رغما عني ـ أجلس معه ذلك المجلس الذي لم أجلس مثله في حياتي.

قلنا: لقد شوقتنا إليه، فحدثنا عنه.

قال: لقد كانت أول كلمة قالها لي، وهو يربت على كتفي بحنان وقوة :( لا تهدم بنيان الله)([42])

التفت إليه، وقلت: أي بنيان لله؟


[42] ورد في الحديث : (إن هذا الإنسان بنيان الله فملعون من هدم بنيانه)، قال فيه الزيلعي : (غريب جدا)، (تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري:1/346)

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست