responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 94
قلنا: فكيف لم تمت.. ها أنت بيننا؟

قال: لقد أنقذني ذلك الراعي.. ثم لقنني من التعاليم ما حبب إلي الحياة.. بل ما جعلني بعد ذلك أرحل إلى هذه البلاد لأبحث عنه.

قلنا: هل رحل هو الآخر إلى هذه البلاد؟

قال: أجل.. بعد أن بلغته أخبار تلك الفتنة العظيمة التي تريد أن تجتث أمة محمد ترك غنيماته، ثم سار إلى هذه البلاد ليطفئ نيران الفتنة.. ومنذ رحل، وقلبي مشتعل شوقا إليه.. وسأموت بحسرتي، لأني أموت، ولم أره، ولم أزدد من معرفته.

قلنا: فحدثنا عن التعاليم التي غيرتك كل هذا التغير.

قال: بعد أن لقنت كل تلك التناقضات عن الإنسان.. وبعد أن كاد يصيبني الجنون الذي أصاب أستاذي السابع قررت قرارا جازما بأنه لا خلاص لي إلا بالموت..

ومع أني أذعت نبأ هذا العزم في تلك المدينة الممتلئة بالصراع إلا أنه لم يأتني أحد ليثنيني عن عزمي.. بل رأيت الكل.. حتى أساتذتي.. يأتون إلي، ويباركون هذا القرار، بل ويعتبرونه أصوب قرار أتخذه في حياتي.. بل إن بعضهم أحضر وسائل التصوير.. وطلب مني ـ مقابل مبلغ من المال أغراني به ـ أن يأخذ لي صورة وأنا أنتحر على شرط أن أرمي نفسي من شاهق ناطحة سحاب.. لكني رفضت.. فلم أرد لجسدي أن يتلطخ بتراب تلك المدينة المتعفن.

قلنا: فكيف ظهر لك أن تختار الجبال والمراعي؟

قال: في ذلك الحين الذي كنت أبحث فيه عن الموتة الراضية بعد أن يئست من الحياة الراضية رأيت صورة جميلة لطبيعة بكر لم تغر عليها جحافل الإنسان.. فقلت في نفسي: لن يصلح قبرا لك

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست