قال: لأنك
كنت تسأل الشياطين عن الإنسان، والشياطين لن يدلوك إلا على الشياطين.
قلت: فهل عندك
من علم الإنسان ما يدلني عليه؟
قال بقوة
وثقة: أجل.. فمن لم يعرف نفسه لم يعرف ربه؟
قلت: لكني
أراك بسيطا.. وفوق ذلك لا أرى معك أي آلة من آلات العلم التي كان يحملها أساتذتي.
قال: أنا
أحمل النور.. والنور هو الآلة الوحيدة التي تحميك من ظلمات الجهل.
قلت: أي نور؟
قال: رسالة
ربي..
قلت: رسالة
ربك!؟
قال: أجل..
لقد بحثت عن الإنسان مثلما بحثت أنت.. ووجدت من الشياطين من وجدت.. ولكني لم
أستسلم كما استسلمت.. بل سارعت إلى ربي.. وصحت على هذا الجبل.. وفي المحل الذي
أردت أن تسلم نفسك فيه للموت، وقلت بمنتهى العجز والضراعة والفقر: يا رب.. أنا
عاجز أن أعلم حقيقتي وأعلم وظيفتي.. فدلني.