قلنا بصوت واحد: أولئك المسلمون.
قال: نعم.. أولئك المسلمون.. ولكن بوحي ممن؟
قلنا: بوحي من نفوسهم التي امتلأت بالصراع.
قال: النفوس وحدها لا تكفي لصناعة الشر.. كل شر يحتاج إلى ركنين: النفس والشيطان..
قلنا: نعرف الشيطان.. ولكنا لا نستطيع أن ننسب الأمر إليه.. فالشيطان غيب لا شهادة.
قال: لا أقصد شيطان الغيب.. بل أقصد شيطان الشهادة.
قلنا: وهل في الشهادة شياطين؟
قال: أنتم أدرى مني بهم.
قلنا: فمن هؤلاء الشياطين الذين أوحوا للمسلمين ما أوحوا؟
سقطت دموع حارة من عينيه، وقال: لقد كنت قبل ساعة أحدهم.
قلنا: أنت؟
قال: أجل.. ألم أذكر لكم أني من مخابرات (...؟)؟
قلنا: لا نعرف المخابرات إلا أنها الجهة التي تتنصت للأحداث لتتعرف من خلالها على صانعي الأحداث.
قال: أخطر المخابرات هي الجهة التي تصنع الأحداث.