وقال (ص):(
إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله عز وجل إنما سخَّرها لكم لتُبْلغكم
إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم)([454])، وفي رواية
قال رسو ل الله (ص):( اركبوا هذه الدواب سالمة، وابتدعوها([455]) سالمة، ولا
تتخذوها كراسي)([456])
وفي رواية أنه
(ص)
مرَّ على دوابِّ لهم ورواحل، وهم وقوف، فقال النبي (ص):(اركبوها
سالمة، وانزلوا عنها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم ومجالسكم، فرُب مركوبة
خير من راكبها، وأكثر ذكرًا لله عز وجل)([457])
ومما يدخل في
هذا الباب ما ورد من النهي عن ركوب ثلاثة في آن واحد، ففي الحديث عن جابر قال:(
نهى رسول الله (ص) أن يركب ثلاثة على دابة)([458])،
وفي رواية أبي سعيد:( لا يركب الدابة
[455] أي: اتركوها ورفهوا عنها إذا
لم تحتاجوا إلى ركوبها. وهو (افتعل) من وَدُع –بالضم- وَدَاعة
وَدَعة؛ أي: سكن وترفه، النهاية: 5/166.
[456] رواه ابن خزيمة، والحاكم،
وابن حبان، في «صحاحهم» وغيرهم.
[457] رواه ابن خزيمة، وابن حبان
وغيرهما، وهذا كله عند انتفاء الحاجة، أما عندها وللضرورة، فلا حرج، وقد ورد في
حديث جابر في صفة النبي (ص):( ثم ركب (ص) ناقته
القصواء حتى أتى الموقف بعرفة، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حَبْلَ
المشاة بين يديه، واستقبل البيت، فلم يزل يدعو حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة
قليلًا، ثم دفع رسول الله ص، وأردف أسامة خلفه)(رواه البخاري ومسلم)