لهم:( ولا تعقرن شجراً قد أثمر، ولا
تحرقن نخلاً، ولا تقطعنّ كرماً)([451])
بل إن القرآن
الكريم اعتبر إتلاف الحرث من الإفساد في الأرض، قال تعالى :﴿ وَإِذَا تَوَلَّى
سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ (البقرة:205)
***
تركت الشيخ مع
فأسه وشجيراته وسرت، فوجدت رجلا يحمل على بهيمة بعض المتاع، ثم ينظر إليها كل حين،
فاقتربت منه، وسألته عن سر تصرفه هذا، فقال: أنا أعرف دابتي.. وأعرف الطاقة التي
تستطيع تحملها، فلذلك تعودت أن أنظر إلى وجهها لأرى مدى تحملها.
قلت: أنت رجل
رقيق القلب.
قال: كل مسلم
ينبغي كذلك.. وإلا فسينال من عذاب الله ما يعيد لقلبه رقته.
قلت: وما
علاقة العذاب بهذا؟
قال: لقد
حذرنا رسول الله (ص) تحذيرا شديدا من تعذيب الحيوان أو إرهاقه.. بل إنه (ص) علمنا
كيفية وضع الحمل عليها، مما يكون عونًا لها على السير، وتخصيص كل دابة بما تطيقه،
والمبادرة لحلِّ الرِّحال عن النزول عنها، وتقديم علفها على أكل صاحبها، وكذا
المباردة إلى سقيها، كل ذلك شفقة عليها وإبقاء لها([452])، ففي الحديث
قال رسول الله (ص):( أخِّروا الأحمال، فإنَّ اليدَ مُغْلقةٌ،