بل إنه (ص)
قال لنا: ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم الساعة حتى
يغرسها فليغرسها)([448])
وقال :( من
نصب شجرة، فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها
صدقة عند الله عز وجل)([449])
لقد كانت هذه
النصوص وغيرها كثير هي الحادي الذي جعل المؤمنين يتقربون إلى الله باستنبات النبات
وعمارة الأرض بفضل.. لقد روى أن رجلاً مر بأبي الدرداء وهو يغرس جوزة، فقال: أتغرس
هذه وأنت شيخ كبير وهي لا تثمر إلا في كذا وكذا عاما، فقال أبو الدرداء: (ما علي
أن يكون لي أجرها ويأكل منها غيري؟)
ومع هذا كله،
فإن نبينا (ص) نهانا أن نقطع الأشجار إلا للضرورة الشديدة.. ففي الحديث:( من قطع
سدرة صوب الله رأسه في النار)([450])
قاطعته قائلا:
أمن الضرورات الحروب.. ففي الحروب عندنا تحرق الغابات، وتقتل الحياة.
قال: لا..
حتى في الحروب.. لقد كان (ص) يوصي أصحابه أن لا يحاربوا إلا
من حاربهم.. وبما أن الأشجار لا تحارب، فلا يحق لأحد أن يحاربها.. لقد كان (ص)
يوصي أصحابه في الحرب، ويقول