وقد نهى النبي
عن رفع الصوت أثناء تلاوة القرآن في المساجد، لئلا يؤثر بعضهم على قراءة البعض
الآخر، فقال :( إن أحدكم إذا قام إلى الصلاة فإنه يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجي
ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض في الصلاة)([445])،
وقال (ص):( إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلينظر أحدكم ما يقول في
صلاته ولا ترفعوا أصواتكم فتؤذوا المؤمنين)([446])
***
تركت الشيخ،
والجماعة الملتفة حوله، وسرت.. ولم أسر إلا قليلا حتى رأيت شيخا كبيرا قد أعيته
الأيام، ومع ذلك رأيته يحمل فأسه، ثم يحفر حفرة، ثم يضع في محلها شجيرة بجهد
وعناء، فاقتربت منه، وقلت: أفي هذا السن تحمل الفأس؟
قال: وما لي
لا أحملها.. إني لا أريد أن ألقى الله إلا وفي يدي من آثار العمل ما يقربني إليه.
قلت: أليس لك
من الولد من يقوم بدلك بهذا؟
قال: وهل
يستطيع ولدي أن يصلي بدلي؟
قلت: تلك
الصلاة.. وهذا العمل؟
قال: كلاهما
بالنسبة إلي صلاة.. بل إن هذا الذي أفعله إذا حسنت فيه النية، سيكون له من الأجور
ما لا يمكن تصوره.. اسمع لما يقول رسول الله (ص)..
لقد قال: ( ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة
إلا كان له به صدقة)([447])..
انظر ما يحمله هذا