responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 699
فترة طويلة.. ولكنه كان يكتم إيمانه.. فسألته عن سر تركه لدينه واختياره الإسلام، فقال لي: أنت تعلم أنني لا أختلف عنك في حبك لما ملأ الله به هذه الأرض من خيرات.. وتعلم مدى حرصي عليها.. ولذلك اخترت الإسلام دينا أدين به.. لأني علمت أنه دين الله الذي اختاره الله لعباده.

قلت: الأديان كثيرة.. هناك الأديان الهندية.. والصينية.. وهناك المسيحية.. وهناك اليهودية.. وهناك الأديان البدائية.. فلم اخترت الإسلام من بينها جميعا.

قال: لقد انطلقت من حبي للكون.. ولما يسميه الناس الطبيعة.. وقلت لنفسي: لا يمكن أن يكون الدين الذي يختاره الله لعباده إلا متوافقا مع هذه الطبيعة ومع هذا الكون.. فالدين الذي هو أمر الله لا يمكن أن يتناقض أو يتصارع مع خلق الله.

وما إن وضعت هذا المقياس حتى رحت أبحث في الأديان.. وفي كتبها المقدسة.. وبين رجال دينها.. فبدأت بالمسيحية.. ثم بالبوذية.. ثم باليهودية.. ولم أجد عندها جميعا ما أبحث عنه..

قلت: والإسلام !؟

قال: أصدقك القول أني لم أكن أفكر أبدا في الإسلام.. فقد كنت أسمع عنه ما جعلني أنفر منه نفورا تاما، لكن الله قدر بأن يكون الدين الذي أنفر منه هو الدين الذي أختاره وأعيش من أجله وأجعله رسالتي الكبرى في الحياة.

قلت: كيف حصل ذلك؟

قال: بينما كنت ذات يوم أسير في غابة من الغابات العذراء إذا بي أرى رجلا وقورا يقرأ بخشوع قوله تعالى :﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ (الروم:41).. ثم يرددها، ويبكي، فاقتربت منه، وقلت: ما تقرأ؟.. وما

نام کتاب : سلام للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 699
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست