قال: أقرأ
كلام ربي.. وأبكلي لأفعالنا.. لقد حذرنا ربنا من الفساد العظيم الذي يشمل البر
والبحر إن استرسلنا مع نفوسنا الأمارة بالسوء.. وها نحن نرى ما حذر منه يحصل لنا.
قلت: أدينكم
يهتم بالكون؟.. لم أر في الأديان هذا الاهتمام.
ابتسم، وقال:
عجيب هذا.. إذا لم يهتم دين الله بأكوان الله، فبم يهتم؟
قلت: الدين
يصف الطقوس التي يعبد بها الإله.
قال: إن أهم
الطقوس عندنا هي أن نحافظ على فطرة الله التي فطر بها الأشياء.. نحافظ على فطرة
الإنسان.. وفطرة الهواء.. وفطرة الماء.. وفطرة الأصوات.. وفطرة النبات.. وفطرة
الحيوان.. وفطرة الغذاء.. وفطرة الأرض.. وفطرة كل شيء.
لأن تغيير
الفطرة صراع.. والله لم يخلقنا لنصارع الأشياء.. وإنما خلقنا لنستفيد منها.. أو
ليستفيد بعضنا من غير صراع..
لقد قال الله
تعالى يذكر لنا هذا :﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ
الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
وأخبرنا أن
دور الشيطان الأكبر هو تغيير الفطرة وتحريفها لينشأ من تحريفها كل أنواع الصراع،
قال تعالى مخبرا عن وعيد الشيطان ومحذرا منه :﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ
اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ
آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ
يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا
مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا
غُرُورًا