قال: ولكن الحرج في أن يعلم شيئا واحدا.. ثم لا يكون ذلك الشيء الواحد إلا الصراع.
قلت: على العموم.. ليس ذلك الشاب سوى فرد من أفراد المجتمع.. ولا يمكن أن يتغير المجتمع بتغير فرد واحد فيه.
قال: وأولئك الصبية الذين شغلناهم باللهث وراء المتفجرات.. أليسوا ضحايا مؤامراتنا؟
قلت: وما علاقتكم بذلك؟
قال: ألسنا الذين صدرنا لكم تلك المتفجرات.. وكان في إمكاننا أن نصدر لكم بدلها أناشيد السلام؟
قلت: ولكن قومي هم الذين اختاروا أن يشتروا تلك المتفجرات.. ولو اختاروا أن يشتروا بدلها ورودا لفعلوا.. ولكنهم أبوا إلا أن يشتروا متفجرات..
قال: ومن أملى على قومك أن يشتروا ما اشتروا؟
قلت: نفوسهم.. نفوسهم هي التي أملت عليهم ذلك.. وربما كان لشياطينهم سبب في ذلك.. ولكن السبب الأكبر هو نفوسهم.
قال: النفوس كالشياه لا يتشكل لحمها إلا من العلف الذي تعلفه.
قلت: وما علاقة العلف الذي تعلفه نفوسنا بالمؤامرة؟
قال: ألا ترى قومي كيف وضعوا قومك.. بل البشرية جميعا.. في زريبة واحدة، ثم راحوا يعلفونهم بجميع أنواع السموم كما علفوا البقر الذي جن؟