وكل هذا يعني أن
محمدا لو ركب مركبة ضوئية، فإنه سيحتاج كل تلك الملايين من السنين ليقطع هذه
المسافات التي لا تخرج به عن السماء الدنيا.
عبد القادر: ومن ذكر لك أن محمدا (ص) ركب مركبة ضوئية، أو
سار بسرعة الضوء..
ومن قال لك بعد ذلك بأن سرعة الضوء هي
أكبر سرعة ممكنة.
نعم.. سرعة الضوء في الفراغ (أو الهواء)
هي أعلى سرعة معروفة حتى الآن، ولكن العلم الحديث لا ينكر وجود سرعة أكبر من سرعة
الضوء في الفراغ، وإن لم يصل إليها حتى الآن، رغم سريان دقائق بيتا في الماء بسرعة
أكبر من سرعة الضوء فيه، لأن هذه الدقائق اخترقت حاجز الضوء في الماء فقط، وليس في
الهواء أو الفراغ، فتسببت في صدور إشعاع يدعى إشعاع كيرنكوف.
الرجل:فنظرية النسبية لا تفسر هذه
الرحلة إذن؟
ابتسم عبد القادر، وقال: لا.. نظرية النسبية
أعجز من أن تفسر هذه الرحلة.. إن هذه النظرية تبين القوانين التي تحكم ما نراه من
عالم مادي، ولكنها لا تجرؤ على تفسير كل شيء.
ولهذا، فنحن لا نفسر بنظرية النسبية هذه
الرحلة العجيبة، ولكنا نقرب بها إمكانها فقط.
ويوشك أن تظهر نظريات في المستقبل تجلي
الحقائق التي انطوت عليها هذه الرحلة العجيبة، نحن نوقن بذلك، فربنا يقول:﴿
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ﴾ (فصلت:53)
فليس هناك من البشر من نال الاحترام الذي ناله محمد
a سواء من أصحابه، أو من
غيرهم، فالكل حتى أعداؤه الذي لا يزالون يشتدون في عداوته يعترفون في قرارة نفوسهم
بالمكانة السامية التي يحتلها محمد a، وكل
ذلك تصديق لقوله تعالى:﴿ وَرَفَعْنَا