عبد القادر: هناك تكريمات إلهية
كثيرة لنبينا (ص) إن شئتم ذكرت لكم منها ما تعلمون به المكانة العظيمة التي هيأها
الله لنبيه (ص).
أجاب الجمع بالإيجاب، فقال: من أعظم
التكريمات التي كرم الله بها نبيه (ص) أنه قرن طاعته بطاعة رسوله، ولهذا قال
تعالى:﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (النساء:13)، وقال تعالى:﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا﴾
(النساء:69)، وقال:﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ
تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظا﴾ (النساء:80)، وقال:﴿ وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَائِزُونَ﴾ (النور:52)، وقال:﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
عَظِيما﴾ (الأحزاب:71)
وغيرها من الآيات الكثيرة التي تقرن بين
طاعة الله وطاعة رسوله.
قام رجل من الجمع، وقال: أليس ذلك من الشرك
الذي نراكم تنفرون منه؟
عبد القادر: لا.. الشرك أن نعبد
محمدا، أو نجعله لله ندا.. أما أن نتخذه أستاذا ومعلما ومرشدا إلى الله، فليس في
ذلك أي شرك، فنحن في حياتنا نستعمل الوسائط الكثيرة للبلوغ لأي مأرب.
ولهذا، فإن الله تعالى دل من يزعم محبة
الله بالبحث عن مراضي الله، ومراضي الله لا نعرفها إلا عن طريق رسوله a، قال تعالى:﴿ قُلْ
إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ