وبمثل هذا نادى محمد في قومه وأهل بيته،
فقال: (يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني
عبد مناف اشتروا انفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد
المطلب! لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك من الله
شيئا، يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت، لا أغني عنك من الله شيئا)([829])
وقال لعمه العباس: (يا عباس أنت عمى،
وإنى لا أغني عنك من الله شيئا، ولكن سل ربك العفو والعافية في الدنيا والاخرة)([830])
بل أخبر عن بعض أصحابه، بأنه لا يتمكن من
الشفاعة لهم يوم القيامة، ففي الحديث: (يا أيها الناس! إنكم محشورون إلى الله
تعالى حفاة عراة غرلا، ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ﴾ (الانبياء: 104)
ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ
بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،
فأقول كما قال العبد الصالح :﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾ (المائدة: 117)،
فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)([831])
عبد القادر: صدقت.. إن كل ما
ذكرته صحيح..
قام أجير بولس مقاطعا عبد القادر، وهو
يقول بسخرية متوجها للجمع: انظروا أيها الناس إلى تناقضات هذا الرجل.. هو يتحدث عن
الشفاعة، ويدافع عنها، ثم سرعان