فأنطلق فآتي تحت
العرش فأقع سـاجدًا لربّي عزّ وجلّ، ثمّ يفتح الله عليّ من محـامده وحسن الثّناء
عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبلي، ثمّ يقـال: يا محمّد ارفع رأسك، سل تعطه،
واشفعْ تشـفّعْ.
فأرفع رأسي فـأقول: أمّتي يا ربّ، أمّتي
يا ربّ([826]). فيقال: يا محمّـد أدخل من أمّتـك من لا
حسـاب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنّة، وهم شركاء النّـاس فيما سوى ذلك من الأبـواب.
-ثم قـال- والّذي نفسي بيده إنّ ما بين المصراعين من مصـاريع الجنّـة كما بين مكّة
وحمير، أو كما بين مكّة وبصرى)([827])
التفت عبد القادر إلى أجير بولس، وقال: هذه هي الشفاعة
الأولى.. وهي الشفاعة العظمى، وهي تبين لك بعض التكريم الذي كرم الله به نبيه (ص).
[828] قال ابن جرير في
تفسير الآية: قال أكثر أهل التأويل: ذلك هو المقام الذي يقومه يوم القيامة
للشفاعة للناس، ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم.