أما كونها عامة غير خاصة، فهذا مما لا شك
فيه عندنا، ولا عندكم، فالله تعالى أكرم كثيرا من عباده، فالله تعالى يصطفي من
يشاء من عباده، قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا
مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي
الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ
أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ
وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ
إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)﴾(البقرة)
هنا قام أجير بولس، وقال بطريقته
المعهودة في الاستفزاز: كل كلامك هذا مجرد كلام.. ونحن ـ كما يقال ـ نريد أفعالا
لا أقوالا.
لقد ذكر ـ حضرة القس الفاضل ـ الجوائز
العظيمة التي نالها المسيح.. ولكن محمدا الذي تفتخرون به لم ينل حتى فتات الموائد.
هنا قام عبد القادر، وقد احمر وجهه،
وقال: إن أذنتم لي أن أجيب هذا الرجل فعلت، فقد تكلم بكلام لا يليق بي ـ وأنا مسلم
ـ أن أسكت عنه.
أذن له رئيس الجلسة، بعد أن التفت إلى
بولس، وأشار له بالإيجاب.
قام عبد القادر إلى المنصة، وقال: لقد
بدأ حضرة القس الفاضل ذكره لتكريمات المسيح بذكره لسر مجيئه، وهو الشفاعة، وأنا
أطلب منه أن يوضح لنا معناها عنده، لأشرح له معناها عندنا، لنرى جميعا إمكانبة
تحققها في المسيح أو في محمد (ص)؟