وشهد له في التجلي، ففي حادثة التجلي
يذكر الكتاب المقدس أن المسيح أظهر شيئا من مجده ولاهوته أمام ثلاثة من تلاميذه (أخذ
يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين. وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء
وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور)(متى:17/1-2)، (وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدا
كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك)(مرقس: 9/3)، (وإذا رجلان يتكلمان
معه وهما موسى وإيليا اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن يكمله
في أورشليم)(لوقا: 9/30-31)
وعندما شاهد التلاميذ الرب والسيد في هذا
المشهد السمائي الروحاني الإلهي المهيب صاروا في حالة ذهول روحي، دهش، وراحوا في
غيبوبة روحية، يقول الكتاب المقدس: (فجعل بطرس يقول ليسوع: (يا سيدي جيد أن نكون
ههنا، فلنصنع ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة). لأنه لم يكن يعلم
ما يتكلم به إذ كانوا مرتعبين)(مرقس:9/5-6)
وهنا يقول الكتاب المقدس: (وفيما هو
يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: (هذا هو ابني الحبيب الذي به
سررت) (متى:5:17)
هذا المشهد الإلهي المهيب يقول عنه
القديس بطرس بالروح: (لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع
المسيح ومجيئه، بل قد كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدا، إذ
أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى: (هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به). ونحن
سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس)(2بط1/16-18)
وشهد له أمام الجموع في أورشليم، ففي الأسبوع الأخير
طلب أناس يونانيون من تلميذه فيلبس أن يروا الرب يسوع المسيح، وهنا قال هو (قد أتت
الساعة ليتمجد ابن الإنسان)، ثم خاطب الآب مناجيا: (أيها الآب مجد اسمك)
فجاء صوت من السماء: (مجدت وأمجد أيضا)،
يقول الكتاب المقدس: (فالجمع الذي كان واقفا وسمع قال: (قد حدث رعد)، وآخرون قالوا:
(قد كلمه ملاك)، أجاب يسوع: (ليس من أجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم)(يوحنا:121/23
و 28-30)
لقد شهد الآب للابن علانية أمام الجموع
في العماد، وفي الأسبوع الأخير، وفي حادثة التجلي، فهل حدث مثل هذا لأحد غير
المسيح؟
والإجابة؛ كلا. فهل يقول أحد بعد ذلك أن
هناك أحدا ما أو مخلوقا ما في السماء وعلى الأرض أعظم من المسيح؟