responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 404
قام بولس مطأطئ الرأس يبدي تواضعا عظيما، وقال: أشكر هذا السائل الذي أتاح لي الحديث عن المسيح.. فأنا وكل إخواني ذائبون في المسيح فانون فيه، فلذلك نحسب أن يدنا التي امتدت لهذا التكريم هي يد المسيح لا يدنا.. وأن الخير الذي نال هذه القرية خير نالها من المسيح لا منا.

أول تكريم للمسيح هو أنه الشفيع الوحيد للبشرية، فالقديس يوحنا بالروح، يقول: (يا أولادي، أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضا) (رسالة يوحنا الأولى:2/1ـ2)

المسيح هو الشفيع الوحيد للبشرية، لأنه البار الوحيد الذي بلا خطيئة، والحي الوحيد الجالس عن يمين العظمة في الأعالي: (من هو الذي يدين؟ المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا)(رومية: 8/34)

هناك إجماع علي أنه لا يستطيع مخلوق علي الإطلاق مهما كان أن يشفع في البشرية أمام الله، لأنه لا يوجد مخلوق واحد لم يخطئ، عدا شخص المسيح وحده الذي لم يجرؤ أحد، ولن يجرؤ علي أن يقول أنه فعل خطيئة، فقد أجمع الكل علي أنه الوحيد الذي لم يفعل الخطيئة، بل والوحيد الذي كانت تصرخ منه الشياطين قائلة: (ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟)(متى:8/29)، ويقولون: (آه! ما لنا ولك يا يسوع الناصري! أتيت لتهلكنا! أنا أعرفك من أنت قدوس الله!) (مرقس:1/24).

ولأن المسيح هو الوحيد الذي لم يفعل خطيئة والوحيد الذي كان يرتعب منه الشيطان، كما أنه الوحيد الذي كان في إمكانه أن يدفع ثمن خطايا كل العالم، لذا فهو الشفيع الوحيد والوسيط الوحيد بين الله والناس: (لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح)(1تي:2/5)

والتكريم الثاني للمسيح أنه الوحيد الذي شهد له الآب علانية من السماء، فبالرغم من كل الأعمال التي عملها المسيح أمام الجموع، والتي تميز بها وحده دون سائر الكائنات في الكون كله، وكانت تشهد لحقيقة شخصه كالمسيح ابن الله الحي الآتي من السماء إلي العالم، فقد شهد له الله الآب علانية أمام الكثيرين من الناس:

لقد شهد له في العماد، فلما أعتمد الرب يسوع المسيح انفتحت السماء، يقول الكتاب: (وإذا السماوات قد انفتحت)(متى:3/16)، (ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة)(لوقا: 3/22)، (وصوت من السماوات قائلا: (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)(متى: 3/17)

فهنا حدثت ثلاثة أمور: السماء انفتحت أو انشقت، ونزل الروح القدس ظاهرا بهيئة جسمية مثل حمامة، وجاء صوت الله الآب يعلن من السماء: (هذا هو ابني الحبيب الذي

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست