وعن ابن مسعود أن رسول الله (ص) كلم رجلا فأرعد،
فقال: (هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديدة)([776])
وعن عبد الله بن بسر قال: أهديت إلى رسول
الله (ص) شاة فجثا على
ركبتيه، فأكل، فقال أعرابي: يا رسول الله ما هذه الجلسة؟ فقال: (إن الله عزوجل
جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا)([777])
وعن أنس قال: إن كانت الوليدة من ولائد
أهل المدينة لتجئ فتأخذ بيد رسول الله (ص)، فما ينزع يده من يدها، حتى تذهب به حيث
شاءت من المدينة([778]).
وقد روي أن رسول الله (ص) مر بغلام يسلخ شاة،
فقال له رسول الله (ص): (تنح حتى أريك، فإني لا أراك تحسن تسلخ)، فأدخل رسول الله (ص) يده بين الجلد
واللحم، فدخس بها حتى ترادت إلى الإبط، ثم قال: (يا غلام هكذا فاسلخ)([779])
وعن أنس قال: كان رسول الله (ص) إذا صلى الغداة جاءه خدم أهل المدينة بآنيتهم فيها
الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيه، فربما جاءوه في الغداة الباردة، فيغمس يده
فيها([780]).
قام أجير بولس، وقال: ما أراك تقول هذا
الكلام إلا هربا من الحقيقة.
عبد القادر: ما الحقيقة التي أهرب
منها؟
أجير بولس: الحقيقة المعروفة عند الجميع ..
وهي أن نبيكم لم تخرق له أي عادة، ولم تكن له أي طاقة.
عبد القادر: كأني بك تستفزني
للحديث عن ذلك.. فإن شاء الجمع أن أحدثهم عن بعض الطاقات العظيمة التي حبا الله
بها نبيه (ص) ليؤدي الرسالة التي كلف بها حدثتهم.
[775] رواه أحمد في الزهد،
وابن عساكر - وقال هذا حديث مرسل - وقد جاء معناه في الأحاديث المسندة.