responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 375
بعض جلسائه من التابعين: أما والله لو شهدنا ذلك لكنا فعلنا وفعلنا([753])، فقال حذيفة: لا تتمنوا ذلك، لقد رأيتنا ليلة الاحزاب ونحن صافون قعود، وأبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة اليهود أسفل منا نخافهم على ذرارينا، وما أتت علينا ليلة قط أشد ظلمة، ولا أشد ريحا منها، وفي أصوات ريحها أمثال الصواعق، وهي ظلمة ما يرى أحدنا إصبعه، فجعل المنافقون يستأذنون رسول الله (ص) ويقولون:﴿ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ﴾(الأحزاب: 13)، فما يستأذنه أحد منهم إلا أذن له، فيتسللون، ونحن ثلاثمائة أو نحو ذلك.

فاستقبلنا رسول الله (ص) رجلا رجلا، يقول: ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة ـ وفي لفظ: جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة ـ فلم يجبه منا أحد، ثم الثانية، ثم الثالثة مثله.

فقال أبو بكر: يا رسول الله ابعث حذيفة، فقلت: دونك والله، فمر علي رسول الله (ص) وما علي جنة من العدو ولا من البرد إلا مرطا لامرأتي ما يجاوز ركبتي، قال: فأتاني وأنا جاث على ركبتي فقال: (من هذا؟)، فقلت: حذيفة، قال رسول الله (ص): (حذيفة)، قال حذيفة: فتقاصرت للأرض، فقلت: بلى يا رسول الله، كراهية أن أقوم، قال: (قم)، فقمت، فقال: (إنه كائن في القوم خبر، فأتني بخبر القوم)

فقلت: والذي بعثك بالحق، ما قمت إلا حياء منك من البرد، قال: (لا بأس عليك من حر ولا برد حتى ترجع إلي)

قال: وأنا من أشد الناس فزعا وأشدهم قرا، فقلت: والله ما بي أن أقتل، ولكن أخشى أن أوسر، فقال: (إنك لن تؤسر)، قال: فخرجت، فقال: (اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه، وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته)

قال: فوالله ما خلق الله تعالى في جوفي فزعا ولا قرا إلا خرج، فما أجد فيه شيئا، فمضيت كأنما أمشي في حمام، فلما وليت، دعاني فقال: (يا حذيفة، لا تحدثن في القوم شيئا حتى تأتيني)([754])

فقال حذيفة: فخرجت حتى إذا دنوت من عسكر القوم نظرت في ضوء نار لهم توقد،


[753] وفي رواية: فقال رجل: لو أدركت رسول الله لقاتلت معه وأبليت.

[754] وقد ورد في رواية أخرى ذكر سبب هذا الإرسال، وهو التفريق بين الأحزاب، فقد ورد فيها: فقلت: يا رسول الله مرني بما شئت، فقال :« اذهب حتى تدخل بين ظهري القوم، فأت قريشا، فقل: يا معشر قريش، إنما يريد الناس إذا كان غدا أن يقولوا: أين قريش؟ أين قادة الناس؟ أين رؤوس الناس؟ فيقدموكم، فتصلوا القتال فيكون القتل فيكم، ثم ائت بني كنانة فقل: يا معشر بني كنانة، إنما يريد الناس إذ كان غدا أن يقولوا: أين بني كنانة؟ أين رماة الحدق فيقدموكم، فتصلوا القتال، فيكون القتل فيكم، ثم ائت قيسا فقل: يا معشر قيس، إنما يريد الناس إذا كان غدا أن يقولوا: أين قيس؟ أين أحلاس الخيل؟ أين الفرسان؟ فيقدموكم، فتصلوا القتال، فيكون القتل فيكم »

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست