responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 359
وقد ذكر خباب بن الأرت بعض سخريته بالمسلمين، فقال: كنت قينا ـ أي حدادا - في الجاهلية فعملت للعاصي بن وائل سيوفا، فجئته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد (ص)، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث.

قال: وإني لميت ثم مبعوث؟! قلت: بلى.

قال: دعني أموت وأبعث، فنؤتى مالا وولدا فأعطيك هنالك حقك، ووالله لا تكون أنت وصاحبك يا خباب أثرى عند الله مني ولا أعظم حظا.

فأنزل الله تعالى فيه:﴿ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَدا﴾ (مريم:77([713])

ومنهم الحكم بن أبي العاصي بن أمية، وكان ممن يؤذي رسول الله (ص) يشتمه ويسمعه ما يكره.

وكان رسول الله (ص) يمشي ذات يوم وهو خلفه يخلج بأنفه وفمه فبقي على ذلك، وأظهر الإسلام يوم الفتح، وكان مغموصا عليه في دينه، فاطلع يوما على رسول الله (ص) وهو في بعض الحجر، فخرج إليه بعنزة، وقال: من عذيري من هذا الوزغة؟ لو أدركته لفقأت عينه أو كما قال (ص)، ولعنه وغربه من المدينة فلم يزل خارجا منها إلى أن مات عمر بن الخطاب ([714]).

وقد ذكره ابن عمر فقال: كان رجل خلف النبي (ص) يحاكيه ويلمض فرآه النبي (ص) فقال: كذلك كن، فرجع إلى أهله، فلبط به مغشيا عليه شهرا، ثم أفاق حين أفاق، وهو كما يحاكي رسول الله (ص) ([715]).

ومنهم الوليد بن المغيرة، فقد ذكر أنه مر برجل يقال له حراث بن عامر بن خزاعة، وهو يريش نبلا له، ويصلحها فوطئ على سهم منها فخدشته خدشا يسيرا، ويقال علق بإزاره فخدش ساقه خدشا خفيفا فأهوى إليه جبريل فانتفض الخدش وضربته الأكلة في رجله أو ساقه فمات([716]).

وقد كان من كبار الساخرين من رسول الله (ص) المستهزئين به مع كونه حكيم قومهم ومرجعهم، وفيه نزل قوله تعالى:﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا


[713] رواه البخاري ومسلم.

[714] رواه البلاذري.

[715] رواه أبو الشيخ وابن مردويه، وهذا المبهم الظاهر أنه الحكم.

[716] رواه البلاذري.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست