وكان يقول مستهزئا:
لقد غر محمد نفسه وأصحابه أن وعدهم أن يحيوا بعد الموت، والله ما يهلكنا إلا الدهر
ومرور الأيام والأحداث.
وكانت عقوبة الله له أن أكل حوتا مملوحا،
فلم يزل يشرب عليه الماء حتى انقد بطنه([709])، ويقال إنه أصابته
الذبحة، وقال بعضهم: امتخض رأسه قيحا.
ومنهم الأسود بن المطلب بن أسد بن
عبد العزى، وكان هو وأصحابه يتغامزون بالنبي (ص) وأصحابه ويقولون: قد جاءكم ملوك الأرض،
ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر، ثم يمكون ويصفرون.
وكلم رسول الله (ص) بكلام شق عليه فدعا عليه رسول
الله (ص) أن يعمي الله بصره
ويثكله ولده، فخرج يستقبل ابنه، وقد قدم من الشام، فلما كان ببعض الطريق جلس في ظل
شجرة فجعل جبريل يضرب وجهه وعينه بورقة من ورقها خضراء وبشوك من شوكها حتى عمي، فجعل
يستغيث بغلامه، فقال له غلامه: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا غير نفسك.
بالإضافة إلى هذا، فقد روي أن جبريل أومأ إلى عينيه فعمي
فشغل عن رسول الله (ص).
ولما كان يوم بدر قتل ابنه زمعة بن
الأسود، فتحقق بذلك ما دعا به رسول الله (ص) عليه([710]).
ومنهم مالك بن الطلاطلة بن عمرو
بن غبشان، وكان سفيها فدعا عليه رسول الله (ص) واستعاذ بالله من شره، فعصر جبريل بطنه
حتى خرج ما في بطنه فمات([711]).
ومنهم العاصي بن وائل السهمي، وقد
كان من المستهزئين برسول الله (ص)، فركب حمارا له ـ ويقال بغلة بيضاء ـ فلما نزل شعبا من تلك الشعاب،
وهو يريد الطائف ربض به الحمار ـ أو البغلة ـ على شبرقة فأصابت رجله شوكة منها،
فانتفخت حتى صارت كعنق البعير ومات([712]).
[709] رواه عبد الرازق وابن
جرير وغيرهما عن قتادة ومقسم مولى ابن عباس..