السهم في صدغه، فوضع الغلام يده على موضع
السهم ومات، فقال الناس: آمنا برب الغلام. فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذر؟ فقد
والله نزل بك، قد آمن الناس كلهم.
فأمر بأفواه السكك فَخُدّت فيها
الأخاديد، وأضرمت فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه فيها.
قال: فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون، فجاءت امرأة بابن لها ترضعه، فكأنها تقاعست
أن تقع في النار، فقال الصبي: اصبري يا أماه، فإنك على الحق([704]).
وسأذكر لكم بعض الأمثلة على من كفى الله
نبيه (ص) شرهم، وهي مصدقا
قوله تعالى:﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ﴾ (الحجر:95)
فمنهم الأسود بن عبد يغوث، وهو
ابن خال رسول الله (ص)، وقد كان يسخر من رسول الله (ص)، فيقول له إذا لقيه: أما كلمت اليوم من
السماء يا محمد.
وكان إذا رأى أصحابه قال: قد جاءكم ملوك
الأرض الذين يرثون ملك كسرى وقيصر، وما أشبه هذا القول([705]).
فخرج من عند أهله، فأصابته السموم، فاسود
وجهه حتى صار حبشيا، فأتى أهله فلم يعرفوه، وأغلقوا دونه الباب، فرجع متلددا حتى
مات عطشا([706]).
بالإضافة إلى هذا، فقد روي أن جبريل أومأ إلى رأسه،
فضربته الأكلة، فامتخض رأسه قيحا([707]).
بالإضافة إلى هذا، فقد روي أن جبريل حنى ظهره حتى احقوقف
صدره، فقال رسول الله (ص) خالي خالي، فقال: دعه عنك يا محمد فقد كفيته([708]).
ومنهم الحارث بن قيس السهمي، وكان
يأخذ حجرا يعبده، فإذا رأي أحسن منه تركه وأخذ الأحسن، وفيه نزل قوله تعالى:﴿
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا﴾
(الفرقان:43)