responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 343
غضب رسول الله (ص) فرجع ومعه محجن، فاستقبل وجوه رواحلهم، فضربها بالمجن وأبصر القوم وهم متلثمون لا يشعر أنما ذلك فعل المسافر، فرعبهم الله حين أبصروا حذيفة، وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه، فأسرعوا حتى خالطوا الناس.

وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله (ص)، فلما أدركه قال: (اضرب الراحلة يا حذيفة، وامش أنت يا عمار)، فأسرعوا حتى استوى بأعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس، فقال رسول الله (ص): (يا حذيفة، هل عرفت من هؤلاء الرهط، أو الركب أو أحدا منهم؟)، قال: عرفت راحلة فلان وفلان، وقال: كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم متلثمون، فقال رسول الله (ص): (هل علمتم شأنهم وما أرادوا؟) قالوا: لا، والله يا رسول الله، قال: (فإنهم مكروا ليسيروا معي حتى إذا أظلمت في العقبة طرحوني منها، وإن الله تعالى قد أخبرني بأسمائهم، وأسماء آبائهم)، قيل: يا رسول الله، أفلا تأمر بهم فتضرب أعناقهم، قال: (أكره أن يتحدث الناس، ويقولوا: ان محمدا وضع يده في أصحابه)

فلما أصبح أرسل إليهم كلهم، فقال: (أردتم كذا وكذا)، فحلفوا بالله ما قالوا، ولا أرادوا الذي سألهم عنه فذلك قوله تعالى:﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ (التوبة:74)، فهم اثنا عشر رجلا، حاربوا الله ورسوله، وكان أبو عامر رأسهم، وله بنوا مسجد الضرار([686]).

جند الإخفاء:

ومن الجنود الذين حموا رسول الله (ص) من مؤامرات أعدائه جند الإخفاء.

تعجب الجمع من قوله هذا، فقال: الله قادر على كل شيء، فلذلك قد يلقي الله تعالى سرابيل ستره على من يشاء من بعده لحمايته، كما قال تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ﴾ (يّـس:9)

ومن هؤلاء محمد (ص).. فقد ألقى الله عليه في بعض مواضع الحاجة هذه السرابيل حتى يحميه ويحفظه من أعدائه.

ومن المواقف التي حمى الله بنها نبيه بهذا النوع من الجند، ما روي في عصمته (ص) من المخزوميين، فعن ابن عباس أن ناسا من بني مخزوم تواصوا بالنبي (ص) ليقتلوه، منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة ونفر من بني مخزوم، فبينما النبي (ص) قائما يصلي فلما سمعوا قراءته فأرسلوا إليه الوليد ليقتله، فانطلق حتى انتهى الى المكان الذي يصلي فيه،


[686] رواه ابن أبي حاتم وابو الشيخ عن الضحاك والبيهقي.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست