وقال : رهن النبي (ص) درعه بشعير، ومشيت
إلى النبي (ص) بخبز شعير وإهالة([668]) سنخة([669]). ولقد سمعته يقول: (ما
أصبح لآل محمد صاع ولا أمسى)، وإنهم لتسعة أبيات([670]).
وقال سهل بن سعد : (ما رأى رَسُول
اللَّهِ (ص) النقي([671]) من حين ابتعثه
اللَّه تعالى حتى قبضه اللَّه. فقيل له: هل كان لكم في عهد رَسُول اللَّهِ (ص) مناخل؟ قال: ما رأى
رَسُول اللَّهِ (ص) منخلاً من حين ابتعثه اللَّه تعالى حتى قبضه اللَّه تعالى. فقيل له:
كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي
ثَرَّيْنَاه([672]))([673])
ويخبر ابن عباس عن معيشة رسول الله (ص)، فيقول: كان رَسُول
اللَّهِ (ص) يبيت الليالي
المتتابعة طاوياً، وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبر الشعير([674]).
ويخبر عمرو بن الحارث قال: ما ترك رَسُول
اللَّهِ (ص) عند موته ديناراً،
ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ولا شيئاً، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها،
وسلاحه، وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة)([675])
***
ما وصل عبد القادر من حديثه إلى هذا
الموضع حتى سمع أذان العصر، فقال للمجتمعين حوله المعجبين بحديثه: ائذنوا لي، فقد
جعل الله لنا مواقيت معينة نصلي فيها، ولا يجوز لنا أن نتأخر عن المواقيت التي
حددها لنا ربنا.