عبد القادر: لقد ذكر الكتاب المقدس الكثير من العلامات المرتبطة بهذا النبي،
والزمن الذي سيولد فيه، والمكان الذي سيخرج منه([7])، والذي حرف أكثره
بعد أن أرسل الله رسوله.
قالوا: من فعل ذلك، ولم؟
عبد القادر: فعله من وكله الله
بحفظ كتابه، وفعلوه ليصرفوا النبوة عن محمد (ص) بغيا وحسدا.. لقد ذكر القرآن الكريم
هذا، فقال:﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾
(البقرة:89)
عبد القادر: لقد رويت الروايات
الكثيرة الدالة على ذلك.. وسأذكر لكم منها ما يبين لكم الجو العام الذي كان يمهد
لمجيئ محمد (ص).
حدث عاصم بن عمر بن قتادة قال: حدثنا
أشياخ شتى قالوا: لم يكن أحد من العرب أعلم بشأن رسول الله (ص) منا، كان معنا يهود،
وكانوا أهل كتاب وكنا أهل وثن، وكنا إذا بلغنا منهم ما يكرهون قالوا: إن نبيا
مبعوثا الآن قد أظل زمانه نتبعه، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.
فلما بعث الله تعالى رسوله (ص) اتبعناه وكفروا به،
ففيهم أنزل الله تعالى:﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ
كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى
الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة:89))([8])
وعن ابن عباس قال: كانت يهود خيبر تقاتل
يهود غطفان، فلما التقوا انهزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدعاء فقالوا:
اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا
نصرتنا عليهم، فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بعث رسول
الله (ص) كفروا به، فأنزل
الله تعالى:﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا