ما وصل من حديثه إلى هذا
الموضع حتى سمعنا صوت رقيقا يقرأ قوله تعالى:﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ
السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً
عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ (الانبياء:104)
انتفض صاحبي الفلكي من
مكانه، وقال: من يقرأ هذا؟.. وما الذي يقرأ؟
التفت، فرأيت عليا واقفا
قريبا منا، وأنه هو الذي يقرأ الآية.. أسرع إليه صاحبي، وقال: أعد ما كنت
تقرأ.
أعاد علي قراءة الآية،
فقال صاحبي: أليس هذا قرآنكم الذي تقرؤونه؟
علي: أجل.. وقد كنت أتأمل
في هذه الآية ومعانيها العميقة.
الفلكي: وما الذي فهمته منها..
وأرجو أن لا تسرد علي ما سرده علينا صباحا إخوانك من المسلمين من النصوص الطويلة
عن مفسريكم.
علي: ليس بالضرورة نرجع إلى
مفسرينا.. نرجع فقط فيما يلتبس علينا من الألفاظ أو المعاني.. لقد أمرنا الله
بتدبر القرآن، فقال:﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾ (النساء:82)
بل اعتبر من لم يتدبر
القرآن مقفل القلب، فقال:﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى
قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا