أمام مجموعة من الخيل
العربية الأصيلة وقفنا ننظر إلى جمالها ورشاقتها، وفجأة سمعنا عليا يحادث صديقه
حذيفة بطريقته المعهودة، وبصوت مرفوع، وكأنه يتعمد أن يسمعنا:
علي: ويل لهم.. كيف يسيئون
للقرآن؟.. إنهم يحرفون القرآن الكريم من حيث لا يشعرون.
حذيفة: هم لم يذكروا إلا ما
قال المفسرون.
علي: ألم تسمع بما قال
الإمام أحمد من أنه ثلاثة لا أصول لها، وذكر من بينها التفسير؟
حذيفة: أسمع هذا.. بل لدي سند
بروايته إلى أحمد.
علي: فكيف رحتم تتساهلون في
التفسير مع علمكم أنه تفسير لكلام الله.. لقد تشددتم في حروف القرآن.. ولكنكم
أعطيتم الحرية المطلقة لمن يريد تشويهه؟
حذيفة: ولكنهم يروون هذه
الأقوال عن قتادة وغيره من التابعين.
علي: فيكف رغبوا عن ابن
عباس ترجمان القرآن.. وراحوا لقتادة..
ثم لماذا تركوا الألفاظ
الصريحة الظاهرة، وراحوا يؤولون ويتحكمون ويتلاعبون!؟
لقد ذكر القرآن المسح..
وليس للمسح في ظاهر اللغة إلا معناه المعروف.. ألم يرد في القرآن الكريم:﴿ وَإِنْ
كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ
أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً
طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً
غَفُوراً} (النساء: 43)، وقال تعالى:﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
(المائدة: 6)