وقد قال تعليقا على هذا
القول: وهذا القول اختاره ابن جرير، واستدل له بأنه لم يكن سليمان ليعذب حيوانا بالعرقبة،
ويهلك مالا من ماله بلا سبب سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها ولا ذنب لها.
ثم علق عليه بقوله:(وهذا
الذي رجح به ابن جرير فيه نظر؛ لأنه قد يكون في شرعهم جواز مثل هذا، ولا سيما إذا
كان غضبا لله عز وجل بسبب أنه شغل بها حتى خرج وقت الصلاة؛ ولهذا لما خرج عنها لله
تعالى عوضه الله تعالى ما هو خير منها وهي الريح التي تجري بأمره رخاء حيث أصاب
غدوها شهر ورواحها شهر، فهذا أسرع وخير من الخيل) ([134])
لقد كان لذلك الترجيح
تأثيره السلبي على صديقنا عالم الحيوان..
ومع أنه كان يرى طرق
المسلمين في الذبح.. ولكنه لم يكن ينكر عليها، بل كان يرى ذلك أرحم للحيوان من
سائر الطرق التي يقتل بها الحيوان([135]).
في ذلك المساء.. سرنا
إلى حديقة للحيوانات.. وقد أبلغت عليا بالمحل الذي نذهب إليه.
وهناك في تلك الحديقة
رحنا نتجول على الحيوانات.. ونستمع لما يقوله صديقنا عالم الحيوانات عنها.