فالصدق والفلاح ـ حسب هذه الآيات ـ محصور في أولئك الباذلين المضحين الذين ضحو برغباتهم الشخصية من أجل القيم التي يؤمنون بها.
وهكذا في كل القرآن..لا نجد الثناء إلا على النماذج الرفيعة التي تمثلت فيها الأخلاق بأكمل مظاهرها.. اسمع هذه الآية:{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (الأحزاب:35)
بل إن القرآن لا يكتفي بذلك الثناء على أصحاب الأخلاق الرفيعة، ولا بتلك الأجور التي يدخرها لهم.. بل يخبر أن محبة الله قاصرة على هؤلاء.
ففي القرآن الآيات الكثيرة الدالة على حب الله لعباده الصالحين، وذكر الأوصاف التي استحقوا بها تلك المحبة الشريفة، وفي ذلك أعظم ترغيب في تلك الأخلاق.
ويتربع عرش هذه الأوصاف صفة الإحسان الجامعة لجميع مجامع الخير.. { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:195).. { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134)..{ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ