قال: جميع المعارف
الإيمانية العميقة التي تشكل قناعات المؤمن العقلية والروحية، والتي تبرمجه بعد
ذلك ليسير في الحياة وفق ما تمليه حقيقة الكون والإنسان والحياة.
قلت: فقد جاء الكتاب
المقدس ليقرر هذه المعارف الكبرى التي تنبني عليها القناعات.
قال: أجل.. وأنا لا أشك
في ذلك.. لكني لا أرى للكتاب المقدس كبير اهتمام بهذه الناحية.
قلت: ما تقول؟
قال: مع أن القضايا
الإيمانية هي المحور الأساسي للدين إلا أني أجد الكتاب المقدس يكاد يعتبرها قضايا
ثانوية.. بل هو أحيانا يسيء إليها من خلال أشياء كثيرة.
قلت: هذا كلام مجمل..
هات تفاصيله.
قال: لو جمعنا جميع ما
تحدث به الكتاب المقدس عن الله وصفات الله لم يشكل جميع ما جمعناه إصحاحا واحدا ذا
صفحات محدودة.. إن ما ذكره الكتاب المقدس عن صفة الهيكل أو صفة التابوت أو وكلاء
داود أكثر بكثير من حديثه عن الله وعن صفات الله وعن قضايا الإيمان.
فكيف تريد من هذه
القضايا أن تتقرر في نفوس طلبة الكتاب المقدس، وهم يرون هذا الاحتقار للإيمان في
كتابهم الذي ينهلون منه؟
سكت قليلا، وكأنه يريد
أن يقول شيئا، ولكنه يتردد في قوله، فأردت أن أزيح تردده، فقلت: