قال: لقد منعهم حرصهم على مناصبهم من البوح بما أريد أن أبوح
لك به.
قلت: حدثني.. ولا تتحرج
من شيء.. فلا ينبغي أن يحول بيننا وبين مصالح متعلمينا أي حائل.
دعاني للجلوس على كرسي
من كراسي الساحة المليئة بأنوع الزهور، وقال: أنت تعلم أن الوظيفة التربوية
الكاملة تستدعي تحديد الغاية التي نريد أن نشكل بها شخصية من نربيه.
قلت: أجل ذلك صحيح..
قال: لقد وضعنا في صلب
أهداف هذه المدرسة تشكيل شخصية تتوافق مع تعاليم الكتاب المقدس.
قلت: كل مدارس الكنيسة
تضع هذا الهدف النبيل.
قال: هو هدف نعم.. ولكني
ـ للأسف ـ أشك في نبله.
قلت: ما تقول؟.. أتشكك
في الحقائق القطعية؟
قال: أنا لم أجلس إليك
لأبوح لك بما أريد أن أبوح إلا لعلمي بعقلك ونزاهتك وحرصك على الحق الذي يهدي إليه
المنطق السليم.
قلت: أجل.. أنا أحرص
الناس على المنطق العقلي السليم.. فهل لديك أي إثباتات على ما تقول؟
قال: لو لم أتثبت من كل
كلمة أقولها لما جلست معك هذا المجلس.
قلت: فحدثني عن زبدة ما
جعلك تذهب إلى ما ذهبت إليه.
قال: لقد عرفت من خلال
استقراء حاجات المتعلمين أنهم يحتاجون ـ لتشكيل شخصية سوية