فاستنتج من المعنى الأول
أن الترف يؤدي لا محالة إلى الفسوق.. ذلك أن للترف من التسلط على أتباعه ما يمنع
من رؤية الحق أو الإذعان له، وذلك لأن المترف لا يرى من الحياة إل جانبها الجسدي،
ولا يرى من جانبها الجسدي إلا ما يملأ عليه شهواته التي لا تنتهي، فهو في شغل عن
عبادة الله أو الاستماع لأوليائه، ولذلك جاء في القرآن:{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ
قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا
تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ( (المؤمنون:33).. ففي
قوله:{ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } دليل
على أهم لم يكونوا يرون من نبيهم إلا الطعام الذي يأكله، والشراب الذي يشربه.. بل
كانوا يتصورون أن معجزة النبي ينبغي أن تكون طعاما فارها، وأن كتابه المقدس ينبغي
أن يكون كتاب طبخ يدلهم على أجمل الوصفات التي ترضي شهواتهم.. فلذلك تجد خشوعهم
أمام من يصف لهم المطاعم والمشارب أعظم من خشوعهم أمام من يؤدبهم بآداب الله،
ويهديهم إلى سبيله.
واستنتج من المعنى
الثاني أن الترف يشبه الفيروس الذي ينشر العدوى بين الناس، فلا يكتفي بالأغنياء
يستل ما في خزائنهم من ثروات، بل يلجأ إلى الفقراء يستل ما في جيوبهم منها.. ولهذا
ما إن