responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 444
قال: أنا أعرف هذا الرجل.. بل تشرفت بالتلمذة عليه في يوم من الأيام.. فهو مع مسيحيته المتجذرة ـ إلا أنه يفتخر بانتمائه للحضارة الإسلامية.. هو يعتبرها الحضارة الإنسانية الوحيدة على الأرض.. وهو لذلك ينتقد الحضارة الغربية انتقادا شديدا.. بل يراها أعظم الحظارات خطرا على المسيحية.

قلت: لقد شوقتني لسماع هذا المحاضر..

قال: هيا ندخل.. لقد وصلنا إلى قاعة المحاضرات..

دخلنا.. وما لبثنا حتى صعد المحاضر إلى المنصة.. وقد كان أول ما بدأه أن قرأ بصوت جميل قوله تعالى:{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}(الاسراء:16)

فرحت فرحا شديدا لابتدائه بهذه الآية.. لقد كانت هذه الآية سهما من السهام التي يسلطها قومي على المسلمين.. فقد كانوا يفهمون منها بأن الله إذا أراد هلاك قرية بعث رسالة إلى مترفيها، أو بعث فيهم نبيا يطلب منهم أن يفسقوا فيها لينزل عليهم العذاب، فيدمرهم.

لكن الرجل بدأ يذكر من الأسرار المرتبطة بهذه الآية ما نفى عنها كل شبهة.. بل ما جعل منها فوق ذلك تضم قواعد مهمة تدل على أسباب سقوط الحضارات المعبر عنها في القرآن بالقرى.

واسمح لي أن أذكر لك بعض ما ذكره في تلك المحاضرة.

لقد بدأ بذكر ما ورد في كلمة ( الأمر ) من أقوال، وهي ثلاثة:

الأول: أنه من الأمر، وفي الكلام إضمار، تقديره: أمرنا مترفيها بالطاعة، ففسقوا، ومثله في

نام کتاب : الكلمات المقدسة نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست