قال الجمع:
حدثتنا عن المناظرة الثالثة.. فحدثنا عن الرابعة.
قال: سرت إلى
شارع آخر فوجدت شابا وقورا كان الجمع يطلق عليه اسم (الغزالي)([40]).. ولست أدري
هل كان ذلك هو اسمه الذي سماه به أبوه([41])،
أم أنه أطلق عليه ذلك لمشابهته أبي حامد الغزالي في استجرار الذين يحاورهم إلى
الحق بأنواع الحجج والبراهين بهدوء واتزان وذكاء.
وأما الثاني،
فكان شيخا يبدو عليه التأثر بقومنا، فهو يلبس لباسنا، ويرطن بعربية مختلطة
[40] أشير به إلى شيخنا الجليل العلامة الشيخ (محمد الغزالي) ، وهو:
محمد الغزالي أحمد السقا (1917- 1996م)، وهو أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر
الحديث، عرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي وكونه من المناهضين للتشدد والغلو في
الدين.
وقد
ذكر الشيخ محمد الغزالي هذا الحوار الذي اقتبسناه بتصرف هنا في كتابه قذائف الحق،
قال في أوله: ( دار بينى وبين أحد الملاحدة جدال طويل، ملكت فيه نفسى وأطلت صبري
حتى ألقف آخر ما في جعبته من إفك، وأدمغ بالحجة الساطعة ما يوردون من شبهات).. وقد
ذكرنا هنا نص الحوار بأنواع التصرفات التي جرينا عليها في هذه السلسلة.
[41] سمي الشيخ محمد الغزالي بهذا الاسم رغبة من والده بالتيمن بالإمام
الغزالي، فقد رأى في منامه الشيخ الغزالي وأخبره أنه سوف ينجب ولدا، وأمره أن
يسميه على اسمه الغزالي.