صحت: بل سأنطق بها.. سأصرخ بها ليسمعها العالم أجمع.
ضحك بصوت عال، وقال: فجرب إذن.. اخرج إلى الخارج.. أو اكتف بأن تصيح بها هنا في مكتبي.
أردت أن أصيح، فإذا بي أشعر بتلك الخرسانة المسلحة تقف بيني وبين الصراخ.
قلت: ما الذي فعلت بي حتى منعتني من النطق بما اقتنع به كل كياني؟
قال: أنا لم أفعل لك شيئا.. ولكن صراخك في هذا المحل يحتاج إلى موافقتي.. وبما أني لم أوافق، فإنه يستحيل أن تنطق بكلمة واحدة.
قلت: فهيا نصيح بها جميعا.
قال: أتريدنا أن نضحي بذلك المنصب الرفيع؟
قلت: إن الله الكريم المنان سيمن علينا بالمناصب التي لا يمكن لأي كرسي في الدنيا أن يعوضها.
قال: لقد نبت حب ذلك المنصب في قلبي.. ولا يمكنني أن أعيش لحظة واحدة بعد أن يزول حبه من قلبي.
قلت: فماذا أفعل أنا؟
قال: كن مسلما كما تشاء.. قم الليل.. وصم النهار.. واذكر ربك آناء الليل وأطراف النهار.. ولكن شيئا واحدا لن أسمح لك به ما حييت..