قال: أجل..
يمكنك أن تذهب إلى الجبال، وتصيح بها بين الصخور.. بل يمكنك أن تسمعها لنبات
الأرض، ولنجوم السماء.. ولكني لن أسمح لك أبدا أن تحدث بها، أو تصيح بها بين
الناس.
***
شعرت أني في
محاولة إقناعي لأخي كمن يحاول أن يحول من الحجارة ذهبا، فلذلك ركنت إلى الصمت..
وفي ذلك المساء سرت إلى ضاحية المدينة حيث تتربع بعض الجبال العالية.. وهناك رفعت
صوتي كما لم أرفعه من قبل ناطقا بتلك الشهادة العظيمة.
وقد ظللت على
هذا فترة من عمري.. ثم إني جعلت في بيتي خلوة منفردة عن الناس كنت أردد فيها ما
تعلمته من أذكار.. وكنت أناجي فيها الله بما كان يلهمني الله من مناجاته.
وقد وجدت في
ذلك من السعادة والأنس ما لا يمكن لأحد في الدنيا أن يجده.