responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 696
بتوحيده وإمحاء نفسك ثم فنائك ومحوك وعلمك.. فحينئذ يفتح عين قلبك جهة فضل الله العظيم، فتراها بعيني رأسك إذا ذاك شعاع نور قلبك وإيمانك ويقينك فيظهر عند ذلك النور من باطنك على ظاهرك كنور الشمعة التي في البيت المظلم في الليلة الظلماء، يظهر من كوى البيت ومنافذه فيشرق ظاهر البيت بنور باطنه، فتسكن النفس والجوارح إلى وعد الله وعطائه عن عطاء غيره ووعد غيره عز وجل.. وارحم نفسك ولا تظلمها ولا تلقها في ظلمات جهلك ورعونتك، فتنظر إلى الجهات وإلى الخلق والحول والقوة والكسب والأسباب فتوكل إليها، فتسد عنك الجهات ولم تفتح لك جهة فضل الله عز وجل عقوبة ومقابلة لشركك بالنظر إلى غيره عز وجل، فإذا وجدته ونظرت إلى فضله ورجوته دون غيره وتعاميت عما سواه، قربك وأدناك، ورحمك ورباك وأطعمك وسقاك، وداواك وعفاك، وأعطاك وأغناك، فلا ترى بعد ذلك لا فقرك ولا غناك.

***

بعد أن سمعت تلك الكلمات العذبة من ذلك الولي الممتلئ بأنوار الإيمان سرت من غير أن أعلم أين ولا لماذا.. وهل أنا أسير في المكان أم أسير في الزمان.. أم أسير على الأرض، أم أحلق في أجواء السماء.

فجأة سمعت صوتا عذبا يترنم بأجمل مناجاة سمعتها في حياتي.. لقد كنت نسيتها.. ولكني الآن.. وبعد أن حرك الله لساني بذكره أذكرها جيدا.. أذكرها حرفا حرفا.. وكلمة كلمة.. وكأني أسمعها لأول مرة..

لقد كانت في ظاهرها مناجاة لكنها في باطنها كانت تمتلئ بالإجابة الشافية عن كل التساؤلات الخطيرة التي شغلت الفلاسفة والمفكرين أجيالا طويلة.

نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 696
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست