responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 695
أمر الله وقربه.. فإذا جهلك علم، وبعدك قرب، وصمتك ذكر، ووحشتك أنس.

يا هذا: ما ثم إلا خلق وخالق، فإذا اخترت الخالق فقل للخلق: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (الشعراء:77)

ثم التفت إلى آخر، وقال: يا هذا: الفناء إعدام الخلائق، ثم لحوقك بالمنهاج الأول، وحينئذ يسقيك ربّك ما يسقيك، ويزرع فيك ما يزرع.

إن أردت هذا فعليك بالإسلام، ثم الاستسلام، ثم العلم بالله، ثم المعرفة، ثم الـوجود. وإذا كان وجودك له كان كلك له.

الزهد عمل ساعة، والورع عمل ساعتين، والمعرفة عمل الأبد.

ثم التفت إلى آخر، وقال: ضاق أبى الأمر يوماً فتحرك في النفس، فقيل لي: ماذا تريد؟ فقلت: أريد موتاً لا حياة فيه وحياة لا موت فيها؟ فقيل لي: ما الموت الذي لا حياة فيه وما الحياة التي لا موت فيها؟قلت: الموت الذي لا حياة فيه موتى عن جنسي من الخلق فلا أراهم في الضر والنفع، وموتى عن نفسي وهوائي وإرادتي ومنائى في الدنيا والأخرى فلا أحس في جميع ذلك ولا أجد.

و أما الحياة التي لا موت فيها: فحياتي بفعل ربى عزّ وجلّ بلا وجودي فيه، والموت في ذلك وجودي معه عزّ وجلّ، فـكـانـت هـذه الإرادة أنـفـس إرادة أردتـهـا مـنـذ عـقـلـت.

ثم التفت إلي، وقـال([353]): اصرف نظرك عن الجهات كلها.. ولا تبصبص على شئ منها.. فما دمت تنظر إلى واحدة منها لايفتح لك جهة فضل الله عز وجل وقربه.. فسد الجهات جميعا


[353]انظر: المقالة الثامنة والخمسون فـي صـرف الـنـظـر عـن كـل الـجـهـات، و طـلـب جـهـة فـضـل الله تـعـالـى (بتصرف)

نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 695
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست