في ذلك الحين
شعرت بآلام كثيرة.. ولم تطل تلك الآلام إذ أني ومن غير أن أقصد سمعت رجلا يقول،
وأنا في السوق: (في بلدة من البلاد.. يقال لها (الله أباد)([23]) يذوب
الإلحاد، وتنتفي وساوس العباد)
أسرعت إلى
الرجل أسأله عن هذه البلدة العجيبة التي يذوب فيها الإلحاد، فابتسم الرجل، وذكر لي
أنه لم يقل شيئا، وأن ما سمعته منه قد لا يكون سوى بعض تلك الأحاديث التي نسمعها
من غير أن نعرف مصدرها.
لكني صممت أن
أبحث عن مدينة تحمل ذلك الاسم.. فسألت عنها.. إلى أن وجدت من يدلني عليها..
عندما دخلت
إليها تعجبت من نظامها البديع وجمالها الباهر، فقلت لنفسي: أيمكن لمن يعيش في مثل
هذه البلدة المتطورة أن ينشغل بالله؟
فأمسك بيميني
رجل منهم، وقال: لاشك أنك تبحث عن الله..
قلت: وما
أدراك؟
قال: لا
يقصدنا هذه الأيام أحد إلا لأجل هذا.
ضحكت، وقلت:
وهل حل (الله) ببلادكم حتى تأتي الخلائق لتزوره([24])؟
[23] الله أباد، اسم فارسي يعني (مدينة
الله)، وأقصد بها مدينة رمزية، وهي في الواقع إحدى مدن ولاية أوتار براديش التي
تقع في شمال الهند، وهي المركز الإداري لمقاطعة الله أباد.
[24] لم نذكر مثل هذه التعابير في هذا المحل إلا للضرورة التي استدعته،
وإلا فلا يجوز الحديث عن الله بمثل هذا..