responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 646
قلت: أجل.. لابد أن يتسرب إليهم من ذلك.. وهذا يدعوهم إلى الاتصال بالقائد للتأكد من مدى صحة الأوامر التي أرسل بها.

قال: فهذا الجيش حكم على الأوامر التي أتته من طرف الرسل انطلاقا من معرفته الشخصية بالقائد؟

قلت: ذلك صحيح.

قال: فطبق هذا على المعنى الذي طرحته لك.. فالله الذي عود عباده على رأفته ورحمته ولطفه وكرمه يستحيل أن يصدر منه من الأوامر ما يتناقض مع هذا..

قلت: أسلم لك أن في بعض الكتاب المقدس ما يتناقض مع ما يدل عليه الكون من رحمة الله.. ولكن هل ترى في القرآن ما يتوافق مع الكون في هذه الناحية؟

قال: في الفترة التي قطعت فيها قيود التقليد، ورحت أسس عقيدتي على ما يقتضيه العقل.. بحثت في جميع ما يسميه الناس كتبا مقدسة.. فلم أجد كتابا ممتلئا بمعاني الرحمة واللطف والكرم مثل القرآن الكريم.. إنه كالمرآة التي تتجلى على صفحتها الكائنات بأجمل صورها وأوضحها وأدقها..

لكأن الكون جميعا اختصر في حروف القرآن وكلماته..

في تلك الأيام.. التقيت رجلا ممتلئا بأنوار الحكمة.. كان اسمه (بديع الزمان).. وكان رجلا ينتهج منهج القرآن الكريم في ضرب الأمثال.. وقد حدثني حينها عن أسرار التوافق بين القرآن والكون، فذكر لي([327]) – على سبيل التمثيل- أن حاكما عظيما ذا تقوى وصلاح وذا مهارة وإبداع


[327] انظر: كليات رسائل النور (لبديع الزمان النورسي)، الكلمات، الكلمة الثانية عشرة.. وقد قدم لها بديع الزمان بقوله: (هذه الكلمة تشير الى موازنة اجمالية بين حكمة القرآن الكريم المقدسة وحكمة الفلسفة، وتشير أيضاً الى خلاصة مختصرة لما تلقنه حكمة القرآن من تربية الانسان في حياتيه الشخصية والاجتماعية فضلاً عن انها تضم اشارة الى جهة ترجح القرآن الكريم وأفضليته على سائر الكلام الإلهي وسموه على الاقوال قاطبة)

نام کتاب : الباحثون عن الله نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 646
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست