قال: والكتاب المقدس الذي يتضمن
تعليمات الله لعباده لابد أن يحوي هذا، ويدل عليه، ولا يتناقض معه.. فإن تناقض معه
دل ذلك على أن صاحب الكلمات ليس هو صاحب الأكوان.
قلت: إن هذا يفتقر إلى دليل.
قال: سأضرب لك مثالا يقرب لك
المسألة، ويكون في نفس الوقت دليلا عليها.
أرأيت لو أن جيشا من الجيوش كان
يتولاه قائد حكيم ممتلئ بالرحمة والرأفة واللطف.. كما يمتلئ في نفس الوقت بكل ما
تتطلبه القيادة من طاقات وخصال..
وقد عرف جيشه منه هذا مدة طويلة..
ولذلك كان يتلقى أوامره بنفس منشرح، وطواعية تامة..
ولكن الجيش فجأة يفاجأ برسائل
تأتيه يزعم أصحابها أنه من ذلك القائد الرحيم يطلب منهم فيها قتل المستضعفين
المظلومين.. واستئصالهم وإبادتهم.. فما ترى موقف الجيش من ذلك؟.. هل تراه يشك في
أولئك الرسل، وفي الرسالة التي يحملونها؟