قال: سأضرب لك
مثالا يقرب لك هذا.. أرأيت لو أن شخصا محبوبا لك تقدم لك بهدية.. مهما كانت قيمتها..
هل يقتصر نظرك للهدية على ما تحويه من منفعة، فتقيمها على أساس ذلك.. أم أنك تنظر
إليها نظرة خاصة؟
قلت: بل أنظر
إليها نظرة خاصة.. ففي الهدية دلالة على العلاقة الحميمة التي تربطني بالمهدي..
ولذلك لا أنظر إليها بالمقاييس المادية.. بل أنظر إليها بمقاييس لا يمكن التعبير
عنها..
قال: فهكذا المؤمن
في تناوله لنعم الله.. وهذا ما دلنا عليه القرآن الكريم وربانا عليه.. فالمؤمن
ينظر إلى النعم ويتناولها كهدايا من ربه.. ولذلك يجد لها من المتعة والنعمة ما لا
يجد لها غيره.
قال([326]): لقد دلني
عقلي أن كل نعمة تحتاج إلى منعم.. فوصف دواء لمريض نعمة وراءها طبيب.. وتأمين
طعام لجائع نعمة وراءها مطعم.. ورعاية الطفل حتى يكبر ويستغني نعمة وراءها أب وأم..
ووجود بيت فيه كل وسائل الراحة نعمة وراءها ناس عملوا.. وهكذا نجد أن المعطيات
المصطنعة للإنسان كلها وراءها مباشرة من أعطى واعتنى.
أترى هذه المعطيات الكثيرة التي
ليست من صنع الإنسان للإنسان ليس وراءها منعم أنعم