ونتيجة خلطهم
وخبطهم أنهم يعبدون السراب، ويدعون من لا يملك شيئا، قال تعالى:
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (سـبأ:22)
بل لو كان بيد
هؤلاء أي ملك، فإن ملكهم سيبقى قاصرا عليهم، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ
نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً
(النساء:53)، وقال تعالى: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ
خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ
الْأِنْسَانُ قَتُوراً (الاسراء:100)
وهؤلاء
الجاحدون ـ الذين غفلوا عن ملكية الله للأشياء في الدنيا ـ سيدركونها يوم القيامة،
ولذلك يجيئ التعبير القرآني مخبرا عن ملكية الله للأشياء في الآخرة، وهو لا يعني
عدم ملكيته لها في الدنيا، وإنما هو إخبار عن تعرف الجاحدين والغافلين حينها على هذه
الملكية، كما قال تعالى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
(الفاتحة:4)
وهؤلاء
الجاحدون ـ كما يخبر القرآن الكريم ـ يقرون بهذه الملكية: يَوْمَ هُمْ
بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ
لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (غافر:16)
بالإضافة إلى
هذا، فهناك من المعاني الذوقية ما لا يجده المؤمن إلا بهذه المعاني التي ذكرها
القرآن الكريم.