قال: أنا الآن
بين أصحابي من السجناء أبشرهم بالله الرحمن الرحيم اللطيف الكريم الذي من علي
وعليهم من المنن ما لا يعده العاد، ولا يحيط به المحيط.. فإذا عرفوا رحمة الله
وشربتها أرواحهم أدركوا أن الله الرحيم الرحمن يستحيل أن يترك عباده هملا دون أن
ينقذهم برسول يخلصهم من أهوائهم ونفوسهم وشياطينهم ليزج بهم في بحار رحمة الله.
قلت: فأنت
تتخذ إذن من الدعوة لربك الرحيم وسيلة للدعوة لدينك ونبيك؟
قال: إن كان
ديني هو الدين الحق.. وإن كان نبيي هو النبي الصادق الذي دلت على نبوته كل الدلائل..
فما الحرج في أن أدعو إليه، وأستعمل كل الأساليب المشروعة لذلك..
هل ترى أن
الطبيب الذي وفقه الله، فهداه لأنواع من الدواء عجز عنها غيره من الأطباء مخطئا إن
عرف الناس بجدوى الأدوية التي وفقه الله لاكتشافها؟
قلت: بل هو
مخطئ إن قصر في ذلك.
قال: فذلك
الطبيب هو أنا.. لقد سرت في الأرض.. وبحثت في الأديان والمذاهب.. ولم أترك أحدا
إلا سألته.. ولكني لم أجد دينا انسجم مع الكون.. ولم أجد معارف ترتبط بمصدر هذا
الكون تنسجم مع قوانين الكون وسننه مثلما وجدت في الإسلام، وعند نبي الإسلام.
قلت: والمسيحية؟..
لعلك لم تطلع على تلك الرحمة العظيمة التي يذكرها الكتاب المقدس عن إله المسيحيين..
لعلك لم تقرأ
ما ورد في رسالة يوحنا، فقد قال: (أيها الاحباء لنحب بعضنا بعضاً، لأن المحبة من
الله وكل من يحب الله فقد ولد من الله)(يوحنا1/4:7)