لست أدري كيف تخليت عن كبريائي، وقلت: فكيف تحكم في هذا التناقض؟
قال: لاشك أن النصوص التي تشوه الرب من كتابة الكذبة.. والنصوص التي تمدحه من كتابة الكتبة.
قلت: وما أدراك.. لعل النصوص التي تشوهه هي النصوص التي تذكر الحقيقة.
قال: لا.. يستحيل ذلك.. يستحيل أن تتناقض كلمات الله مع أكوان الله.
قلت: ولكن الكل ورد في كتاب واحد.
قال: إن عناية الله بعباده تداركتهم فأرسلت من التصحيحات ما لم تفطنوا إليه.
قلت: أين هي؟
قال: في القرآن الكريم في عهد الله الأخير لعباده.. لقد تدارك الله الرحيم عباده بعدما حرفوا وغيروا وبدلوا بكتاب يصحح ما وقعوا فيه من أخطاء.
قلت: إن التسليم لكلامك يقتضي بحوثا كثيرة.. فما أدراني أن محمد نبي حتى أصدق أن له كتابا قد أوحي إليه.
قال: ومن أخبرك أن أنبياء الكتاب المقدس أنبياء حتى تسلم لهم؟
قلت: لقد آتاهم الله من المعجزات والدلائل ما يبرهن على ذلك؟
قال: وقد آتى الله محمدا من الآيات والبراهين ما آتاهم.. ولا تزال آياته تسطع كل يوم بجديد.