ومن الشهود
الأنبياء، كما قال تعالى حاكياً عن عيسى ـ عليه السلام ـ:) وَكُنْتُ
عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ
الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(المائدة: من
الآية117)
وقال في حق
محمد (ص) وأمته في هذه الآية: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيداً) (البقرة:143)، وقال: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41)
ويدخل في هذا
الباب قوله تعالى عن الأرض: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)
(الزلزلة:4)، أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها.
وقد ورد في
الحديث أن رسول الله (ص) قرأ هذه الآية:
يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (الزلزلة:4)، ثم قال: أتدرون ما
أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة
بما عَمِل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا، يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها)([303])
وفي حديث آخر،
قال رسول الله (ص):( تحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرًا
أو شرًا، إلا وهي مُخبرة)([304])