وقد سمى الله
تعالى هؤلاء الملكة الكتبة شهودا، فقال: وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا
سَائِقٌ وَشَهِيدٌ) (قّ:21)
وأخبر عن كلام
الملاك الذي يقدم شهادته يوم القيامة بقوله:)
وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) (قّ:23)، قال مجاهد: هذا كلام الملك
السائق يقول: هذا ابن آدم الذي وكلتني به قد أحضرته.
وأخبر أن
هؤلاء الكتبة يسجلون كل أعمال الإنسان، فقال تعالى: مَا يَلْفِظُ
مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ:18)
وقد ورد ما
يدل على أن هذين الملكين يقفان في جانبي الإنسان، ليكون لهما من القرب ما يسجلان
به كل شيء كما قفعله تماما رعاية للعدل، قال تعالى: إِذْ
يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ) (قّ:17)
وتستند هذه
المحاكمة العادلة أيضا على أنواع الشهود.. وقد ورد في
النصوص الجمع بين الكتب المحصية للأعمال والشهود، أو التهم والدلائل، حتى لا يؤاخذ
العبد إلا بعد إقامة الحجة الكاملة عليه، قال تعالى: وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
(الزمر:69)
فالآية
الكريمة ذكرت ثلاثة أركان للعدالة، وهي الكتاب الحاوي للتهم، والشهود المثبتة لها،
ثم القضاء بينهم بالحق حتى لا يؤاخذ العبد إلا بمقدار جريمته.
والقرآن
الكريم يخبرنا عن أنواع الشهود حتى نأخذ حذرنا:
وأولهم
الملائكة الموكلون بإثبات أعمال العباد، كما قال تعالى:P وَجَاءَتْ
كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا