فهذه النصوص
تخبر أن الله تعالى لا يحاسب على العمل فقط.. بل يحاسب على آثاره سواء كانت سلبية
أو إيجابية، وقد ورد في الحديث قوله :( من دعا إلى هدى كان له من
الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، وَمَنْ
دعا إلى ضلالة كان عليه مِنَ الإثم مثل آثام مَنِ اتبعه إلى يوم من غير أن ينقص من
آثامهم شيئا)([292])
ويشير إلى هذا
الميزان من الحديث من قول رسول الله (ص): (من سن في الإسلام سنة حسنة،
فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في
الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)([293])
ففي هذا
الحديث يخبر رسول الله (ص) عن هذا النوع من الموازين، ذلك أن أثر
العمل الصالح لا يقل عن العمل نفسه، وأثر الجريمة لا يقل عن الجريمة نفسها.
وهذا من العدل
الذي لا يمكن لبشر أن يطبقه.
فالجريمة
عندنا جريمة ترتبط بحادثة معينة تبدأ بها، وتنتهي عندها، فالقاتل يتهم بجريمة
واحدة هي قتل ضحيته فقط.. بينما آثار تلك الجريمة قد تكون أخطر بكثير من تلك
الجريمة الوحيدة.
وعن هذا عبر
قوله (ص):( ليس من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه
كان أول من سن القتل)([294])