قلت: إن في
نصوصنا المقدسة ما يدل على هذا أيضا.. فما أسهل الدعاوى.. وما أسهل نقضها.
قال: لا.. ليس
في نصوصنا المقدسة أي تناقض في هذا.. بل إنها جميعا في منتهى التكامل والتوافق
والعقلانية.
أعجبتني
أحاديثه، فرحت أستفزه بقولي: فما الكلمات التي تعلمتها من نصوصك المقدسة في هذا؟
قال: كلمات
كثيرة.. سأقتصر لك منها على أربع كلمات.
أما أولاها
فهي المساواة.. فالجزاء الإلهي يتساوى فيه الجميع، فلا يفضل فلان من الناس على
غيره.. ولا تفضل فيه أمة على غيرها.. فالخلق كلهم خلق الله.. والعدل يقتضي أن
يعاملوا كلهم معاملة واحدة.
وأما الثانية،
فهي الموازين.. فالجزاء الإلهي موزون بموازين دقيقة تسجل كل شيء، ولا يغيب عنها
شيء.
وأما الثالثة،
فهي المحاكمة.. فالجزاء الإلهي لا يناله صاحبه إلا بعد أن يحاكم محاكمة عادلة،
يتاح له فيها أن يستشهد من يشاء من الشهود، ويدافع عن نفسه بما استطاع أن يدافع.
وأما الرابعة،
فهي التوافق.. فالجزاء الإلهي متوافق تماما مع الأعمال، وكأنه حصاد لبذور الأعمال،
فمن زرع شوكا لن يجني إلا شوكا.